فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشوكاني:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
الألف، واللام في: {يا أيها الكافرون} للجنس، ولكنها لما كانت الآية خطابًا لمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره كان المراد بهذا العموم خصوص من كان كذلك؛ لأن من الكفار عند نزول هذه الآية من أسلم وعبد الله سبحانه.
وسبب نزول هذه السورة أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فأمره الله سبحانه أن يقول لهم: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي: لا أفعل ما تطلبون مني من عبادة ما تعبدون من الأصنام.
قيل: والمراد فيما يستقبل من الزمان؛ لأن (لا) النافية لا تدخل في الغالب إلاّ على المضارع الذي في معنى الاستقبال، كما أن (ما) لا تدخل إلاّ على مضارع في معنى الحال.
{وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} أي: ولا أنتم فاعلون في المستقبل ما أطلب منكم من عبادة إلهي.
{وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} أي: ولا أنا قط فيما سلف عابد ما عبدتم فيه، والمعنى: أنه لم يعهد مني ذلك.
{وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} أي: وما عبدتم في وقت من الأوقات ما أنا على عبادته، كذا قيل، وهذا عل قول من قال إنه لا تكرار في هذه الآيات؛ لأن الجملة الأولى لنفي العبادة في المستقبل لما قدّمنا من أن (لا) لا تدخل إلاّ على مضارع في معنى الاستقبال، والدليل على ذلك أن (لن) تأكيد لما تنفيه (لا).
قال الخليل في (لن): إن أصله (لا)، فالمعنى: لا أعبد ما تعبدون في المستقبل، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أطلبه من عبادة إلهي.
ثم قال: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} أي: ولست في الحال بعابد معبودكم، ولا أنتم في الحال بعابدين معبودي.
وقيل: بعكس هذا، وهو أن الجملتين الأوليين للحال، والجملتين الأخريين للاستقبال بدليل قوله: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} كما لو قال القائل: أنا ضارب زيدًا، وأنا قاتل عمرًا، فإنه لا يفهم منه إلاّ الاستقبال.
قال الأخفش، والفرّاء: المعنى لا أعبد الساعة ما تعبدون، ولا أنتم عابدون الساعة ما أعبد، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبد.
قال الزجاج: نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال وفيما يستقبل، ونفى عنهم عبادة الله في الحال وفيما يستقبل.
وقيل: إن كل واحد منهما يصلح للحال، والاستقبال، ولكنا نخص أحدهما بالحال، والثاني بالاستقبال رفعًا للتكرار.
وكل هذا فيه من التكلف والتعسف مالا يخفى على منصف، فإن جعل قوله: ولا {أعبد ما تعبدون} للاستقبال، وإن كان صحيحًا على مقتضى اللغة العربية، ولكنه لا يتمّ جعل قوله: {وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} للاستقبال؛ لأن الجملة اسمية تفيد الدوام، والثبات في كل الأوقات، فدخول النفي عليها يرفع ما دلت عليه من الدوام، والثبات في كل الأوقات، ولو كان حملها على الاستقبال صحيحًا للزم مثله في قوله: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} وفي قوله: {وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} فلا يتمّ ما قيل من حمل الجملتين الأخريين على الحال، وكما يندفع هذا يندفع ما قيل من العكس، لأن الجملة الثانية، والثالثة، والرابعة كلها جمل اسمية مصدرة بالضمائر التي هي المبتدأ في كل واحد منها مخبر عنها باسم الفاعل العامل فيما بعده منفية كلها بحرف واحد، وهو لفظ لا في كل واحد منها، فكيف يصح القول مع هذا الاتحاد بأن معانيها في الحال والاستقبال مختلفة.
وأما قول من قال: إن كل واحد منها يصلح للحال والاستقبال، فهو إقرار منه بالتكرار؛ لأن حمل هذا على معنى، وحمل هذا على معنى مع الاتحاد يكون من باب التحكم الذي لا يدلّ عليه دليل.
وإذا تقرّر لك هذا، فاعلم أن القرآن نزل بلسان العرب، ومن مذاهبهم التي لا تجحد، واستعمالاتهم التي لا تنكر أنهم إذا أرادوا التأكيد كرّروا؛ كما أن مذاهبهم أنهم إذا أرادوا الاختصار أوجزوا، هذا معلوم لكل من له علم بلغة العرب، وهذا مما لا يحتاج إلى إقامة البرهان عليه؛ لأنه إنما يستدل على ما فيه خفاء، ويبرهن على ما هو متنازع فيه.
وأما ما كان من الوضوح، والظهور والجلاء بحيث لا يشك فيه شاك، ولا يرتاب فيه مرتاب، فهو مستغن عن التطويل غير محتاج إلى تكثير القال والقيل.
وقد وقع في القرآن من هذا ما يعلمه كل من يتلو القرآن، وربما يكثر في بعض السور، كما في سورة الرحمن، وسورة المرسلات، وفي أشعار العرب من هذا ما لا يأتي عليه الحصر، ومن ذلك قول الشاعر:
يا لبكر انشروا لي كليبا ** يا لبكر أين أين الفرار

وقول الآخر:
هلا سألت جموع كن ** دة يوم ولوا أين أينا

وقول الآخر:
يا علقمة يا علقمة يا علقمه ** خير تميم كلها وأكرمه

وقول الآخر:
ألا يا اسلمى ثم اسلمى ثمت اسلمى ** ثلاث تحيات وإن لم تكلم

وقول الآخر:
يا جعفر يا جعفر يا جعفر ** إن أك دحداحًا فأنت أقصر

وقول الآخر:
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس

وقد ثبت عن الصادق المصدوق، وهو أفصح من نطق بلغة العرب أنه كان إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاث مرات، وإذا عرفت هذا، ففائدة ما وقع في السورة من التأكيد هو قطع أطماع الكفار عن أن يجيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما سألوه من عبادته آلهتهم، وإنما عبر سبحانه بما التي لغير العقلاء في المواضع الأربعة؛ لأنه يجوز ذلك كما في قوله: سبحان ما سخركن لنا، ونحوه، والنكتة في ذلك أن يجري الكلام على نمط واحد، ولا يختلف.
وقيل: إنه أراد الصفة كأنه قال: لا أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق.
وقيل: إن (ما) في المواضع الأربعة هي: المصدرية لا الموصولة، أي: لا أعبد عبادتكم، ولا أنتم عابدون عبادتي إلخ، وجملة: {لَكُمْ دِينَكُمْ} مستأنفة؛ لتقرير قوله: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} وقوله: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ}.
كما أن قوله: {وَلِىَ دِينِ} تقرير لقوله: {وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} في الموضعين، أي: إن رضيتم بدينكم، فقد رضيت بديني، كما في قوله: {لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم} [الشورى: 15] والمعنى: أن دينكم الذي هو الإشراك مقصور على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي، كما تطمعون.
وديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم.
وقيل المعنى: لكم جزاؤكم ولي جزائي؛ لأن الدين الجزاء.
قيل: وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
وقيل: ليست بمنسوخة؛ لأنها أخبار، والأخبار لا يدخلها النسخ.
قرأ الجمهور بإسكان الياء من قوله: {ولي} وقرأ نافع، وهشام، وحفص، والبزي بفتحها.
وقرأ الجمهور أيضًا بحذف الياء من ديني وقفًا ووصلًا، وأثبتها نصر بن عاصم، وسلام، ويعقوب، وصلًا ووقفًا.
قالوا: لأنها اسم، فلا تحذف.
ويجاب بأن حذفها لرعاية الفواصل سائغ، وإن كانت اسمًا.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن عباس: «أن قريشًا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالًا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوّجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد، وكفّ عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة، ولك فيها صلاح، قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فجاء الوحي من عند الله: {قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} إلى آخر السورة، وأنزل الله: {قُلْ أَفَغَيْرَ الله تَأمرونّى أَعْبُدُ أَيُّهَا الجاهلون} إلى قوله: {بَلِ الله فاعبد وَكُن مّنَ الشاكرين} [الزمر: 64- 66]».
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن مينا مولى أبي البحتري قال: «لقي الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا محمد هلمّ، فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشترك نحن، وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي نحن عليه أصحّ من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظًا، وإن كان الذي أنت عليه أصحّ من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظًا، فأنزل الله: {قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون} إلى آخر السورة».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس أن قريشًا قالت: لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك، فأنزل الله: {قُلْ يأَيُّهَا الكافرون} السورة كلها. اهـ.

.قال القاسمي:

سورة الكافرون:
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
أي: المشركون الجاحدون للحق، الذي وضحت حجتهُ واتضحت محجتهُ.
{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي: من الآلهة والأوثان الآن.
{وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} أي: الآن.
{وَلَا أَنَا عَابِدٌ} أي: فيما أستقبل {مَّا عَبَدتُّمْ} أي: فيما مضى.
{وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ} أي: فيما تستقبلون أبدًا {مَا أَعْبُدُ} أي: فيما أستقبل {مَّا عَبَدتُّمْ} أي: الآن وفيما أستقبل، هكذا فسره الإمام ابن جرير رحمه الله، ثم قال: وإنما قيل ذلك كذلك، لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدًا، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذين طمعوا فيه وحدَّثوا به أنفسهم. وإن ذلك الغير كائن منه ولا منهم في وقت من الأوقات. وآيس نبي الله صلى الله عليه وسلم مع الطمع في إيمانهم، ومن أن يفلحوا أبدًا، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا، إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف، وهلك بعضٌ قبل ذلك كافرًا. ثم روى رحمه الله عن ابن إسحاق عن سعيد بن مينا قال: لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد! هلم، فلنعبد ما تعبد وتعبدَ ما نعبد، ونشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا، كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا واخذ منه بحظك؛ فأنزل الله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} السورة، وفي رواية: وأنزل الله في ذلك هذه السورة، وقوله: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأمرونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 64- 66]، انتهى.
وقيل: الجملتان الأخيرتان لنفي العبادة حالًا كما أن الأوليين لنفسها استقبالًا، قال أبو السعود: وإنما لم يقل: ما عبدتُ؛ ليوافق ما عَبَدتُّم؛ لأنهم كانوا موسومين قبل البعثة بعبادة الأصنام وهو عليه السلام لم يكن حينئذ موسومًا بعبادة الله تعالى. وإيثار ما في {مَا أَعْبُدُ} على من؛ لأن المراد هو الوصف، كأنه قيل:
{مَا أَعْبُدُ} من المعبود العظيم الشأن الذي لا يقادر قدر عظمته.
وقيل: أن {مَا} مصدرية، أي: لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي.
وقيل: الأوليان بمعنى الذي، والأخريان مصدريتان.
وقيل: قوله تعالى: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} تأكيد لقوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} وقوله تعالى: {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ثانيًا تأكيدًا لمثله المذكور أولًا. انتهى.
ونقل ابن كثير عن الإمام ابن تيمية أن المراد بقوله: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} نفي الفعل، لأنها جملة فعلية {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} نفي قبوله لذلك بالكلية، لأن النفي بالجملة الاسمية آكد، فكأنه نفى الفعل وكونه قابلًا لذلك، ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضًا، وهو قول حسن.
واختار الإمام كون {مَّا} في الأوليين موصولة وفيما بعدها مصدرية، قال: فمفاد الجملتين الأوليين الاختلاف التام في المعبود، ومفاد الجملتين الأخريين تمام الاختلاف في العبادة، فلا معبودنا واحد ولا عبادتنا واحدة؛ لأن معبودي ذلك الإله الواحد المنزه عن الند والشفيع، المتعالي عن الظهور في شخص معين، الباسط فضلَه لكل من أخلص له، الآخذ قهره بناصية كل من نابذ المبلغين الصادقين عنه، والذي تعبدونه على خلاف ذلك. وعبادتي مخلصة لله وحده، وعبادتكم مشوبة بالشرك مصحوبة بالغفلة عن الله تعالى؛ فلا تسمى على الحقيقة عبادة. فأين هي من عبادتي؟ وقوله تعالى: {لَكُمْ دِينَكُمْ} تقرير لقوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} وقوله تعالى: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} كما أن قوله تعالى: {وَلِيَ دِينِ} تقرير لقوله تعالى: {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} والمعنى أن دينكم الذي هو الإشراك مقصورٌ على الحصول لكم، لا يتجاوزه إلى الحصول لي أيضًا، كما تطمعون فيه؛ فإن ذلك من المحالات، وأن ديني الذي هو التوحيد، مقصور على الحصول لي، لا يتجاوزه إلى الحصول لكم، فلا مشاركة بينه وبين ما أنتم عليه.
تنبيه:
قال ابن كثير استدل الإمام الشافعيّ وغيره بهذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} على أن الكفر كلُّه ملة واحدة فورّث اليهود من النصارى وبالعكس، إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به؛ لأن الأديان- ما عدا الإسلام- كلها كالشيء الواحد في البطلان. وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود، وبالعكس؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتوارث أهل ملتين شتَّى». اهـ.